رابطـــة أبناء جبال النوبــــة - بدولة قطــر
<!-- AddThis Button BEGIN -->
<div class="addthis_toolbox addthis_default_style ">
<a href="http://www.addthis.com/bookmark.php?v=250&pubid=ra-4d83513f291f883f" class="addthis_button_compact">Share</a>
<span class="addthis_separator">|</span>
<a class="addthis_button_preferred_1"></a>
<a class="addthis_button_preferred_2"></a>
<a class="addthis_button_preferred_3"></a>
<a class="addthis_button_preferred_4"></a>
</div>
<script type="text/javascript">var addthis_config = {"data_track_clickback":true};</script>
<script type="text/javascript" src="http://s7.addthis.com/js/250/addthis_widget.js#pubid=ra-4d83513f291f883f"></script>
<!-- AddThis Button END -->

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

رابطـــة أبناء جبال النوبــــة - بدولة قطــر
<!-- AddThis Button BEGIN -->
<div class="addthis_toolbox addthis_default_style ">
<a href="http://www.addthis.com/bookmark.php?v=250&pubid=ra-4d83513f291f883f" class="addthis_button_compact">Share</a>
<span class="addthis_separator">|</span>
<a class="addthis_button_preferred_1"></a>
<a class="addthis_button_preferred_2"></a>
<a class="addthis_button_preferred_3"></a>
<a class="addthis_button_preferred_4"></a>
</div>
<script type="text/javascript">var addthis_config = {"data_track_clickback":true};</script>
<script type="text/javascript" src="http://s7.addthis.com/js/250/addthis_widget.js#pubid=ra-4d83513f291f883f"></script>
<!-- AddThis Button END -->
رابطـــة أبناء جبال النوبــــة - بدولة قطــر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الكجور والكجورية

اذهب الى الأسفل

الكجور والكجورية Empty الكجور والكجورية

مُساهمة من طرف Admin الأربعاء يناير 05, 2011 8:27 am

الكجور والكجورية

الكجور
ما هو الكجور؟

كلمة كجور تعني الكثير بالنسبة للشعوب الإفريقية وعلى وجه الخصوص شعوب الحضارات القديمة وهي ترادف كلمة حكيم من حيث المعنى والتوصيف والمعلوم أن الحكماء هم قادة أقوامهم في التوجيه والنصح ويتقاضى إليه الناس للمشورة وقضاء وحل العقد.
والكجور هو نوع من الممارسات الروحية التي يمارسها الإنسان البدائي في إفريقية عامة ويشتهر بها فى السودان بعض القبائل الإفريقية الأصيلة مثل الدينكا والنوير والشلك فى جنوب السودان وقبائل النوبة في مناطق جبال النوبة موضوع الحديث فى هذا الكتاب ولا شك أن النوبة هم أشهر شعب عرف عنه بممارسة الكجور على نطاق واسع في أرجاء السودان كله, الكجور عادة تتسم بالغموض فيها سحر بين واضح يستخدم في شتي ضروب الحياة عند ذلك الإنسان البدائي في سعده وشقائه في عافيته ومرضه.
الكجور صفة سحرية يكتسبها الإنسان العادي وذلك عندما يكون الإنسان منتمى إلى سلالة تحمل سحر الكجور وتتعامل به, يعود ممارسة الكجور في مناطق جبال النوبة لعوامل أهمها العوامل الوراثية التي يقلدها الإنسان النوباوي على حسب مكانته الإجماعية ومقام أسرته بين الناس في البلدة, الكجور ليس إنساناً بل هي الصفة السحرية التي يكتسبها نفر من الناس وعلى يدعى كجوراً وهى بالطبع ليست كالمهن الحرفية, الطب, الهندسة وغيره المهن الحرفية تكتسب بالتعلم والموهبة أما الكجور هو شيئاً ينمو داخل الإنسان منذ ولادته شيئاً فشيئاً حتى تظهر إماراته فاضحة.
أنواع الكجور :
نذكر أن الكجور ينقسم إلى ثلاثة أنواع حسب اعتقاد بعض الناس في مناطق جبال النوبة.
1 – الكجور الأبيض كما يحلو لبعض الناس أن يسموه, وهو الكجور الصالح ويستخدم لمصلحة الإنسان في علاج الأمراض والتسبب في هطول الأمطار, وحراسة المزروعات وحمايتها من الأرواح الشريرة والآفات الضارة وبواعث التلف وذلك في ظل المحافظة على تأدية المراسم والأسبار حسب المواسم والموضوعات في البلدة.
2 – الكجور الأحمر وفى بعض المناطق الأسود فهو كجور الأنفس الشريرة لا يحبه الناس حقود هدام يعمل أعمال شريرة في سحر الناس ومنع الخير إذا قصد حامله حسداً أصاب بسحره من يشاء من الناس.
أن حامل الكجور من هذا النوع يعصب على الإنسان العادي النظر إلى عيونه الحادتين إذ إنها تتوهج شراً لونها محمراً ضؤها خافض لا يستطيع المرء التمعن فيه, الشخص الذي يحمل هذا النوع من الكجور غير موثوق فيه مكروه لا يقربه الناس حتى أهله, ويعتقد أن هؤلاء الناس الذين فيهم هذا النوع من الكجور الأحمر يستخدموا سحرهم في نذع قلوب الأطفال من صدورهم أو مص دماء الناس بطريقة سحرية, أما أن يسحر الشخص المقصود ويجعله تائه غائب الوعي ثم ينقض عليه ويمص دم ضحيته في هدؤ أو يعمل تنويم سحري للإنسان فيكون الإنسان في حالة شخص مخدر وكأنه نائم ولكنه صاح جزئياً يشاهد أفعال الساحر وهو يفعل فعلته ولكن المفعول به لا يستطيع أن يحرك ساكناً أو يمنع عن نفسه الأذى وإذا لم يتواجد كجور صالح يتدخل ليبطل سحر الكجور الشرير يتأذى منه الناس كثيراً, وعلى الرغم من أن وجود هذا النوع من الكجرة قليل جداً بين أفراد المجتمع إلا أنهم اخطر الناس إذا لم يتم محاصرتهم بواسطة الكجرة الصالحين ومنعهم من ممارسة سحرهم ضد الناس العاديين.
3 – الكجور الثالث نوع خاص يحمله أشخاص مميزين لهم صفات غير عادية تظهر تلك الصفات لدي الإنسان منذ مراحل نموه الأولى حيث يقوم الشخص بتصرفات غريبة وأعمال مخالفة للعادة البشرية كثير التمثيل والمحاكاة مضحك وعندما تظهر تلك الإمارات في الإنسان وهو كجور التهريج أو كما يسمى في بعض المناطق تدكا وهو نفس المعنى الذي يحمله هذا النوع من الكجور عادة, وقتئذ يشهد الكجور الكبير أن ذلك الشخص أكتسب التدكا أي ألكجور المهرج فلابد من الشروع في تنصيب الشخص الذي يحمل هذا النوع من الكجورية عمل طقوس معينة لتسليمه القصبة وهي أداة العمل لدي هؤلاء الكجرة المهرجين وهي قصبة عادية تقطع من أي مزرعة في أي وقت ويسمي عليها الكجور الكبير حين يعمل عليها بعض الطلاسم فتكون بعد ذلك قصبة سحرية يستخدمها الكجور المهرج لأداء أعماله وفي علاج الأمراض التي تتصل بكجوريته لدي الأشخاص الذين يصابون بأمراض التدكا على وجه الخصوص وأمراض أخرى يصاب بها العامة من الناس وهولا الناس الذين يحملون هذا النوع من الكجور هم أطيب الناس وأرقهم مشاعر يسعون بين الناس بالفرح وهم كموديين بالفطرة يمضوا حياتهم في غناء ورقص وفكاهة وهم بالضبط يفعلون ما يفعله مهرجون السيرك, الواحد منهم كجور مساعد يقوم بعلاج بعض الأمراض التي تتعلق بنفس عادات تدكا أو أمراض ذات الصلة وهو يعمل بجانب الكجور الأبيض في حراسة الناس ومكافحة الغش والخداع عن طريق التمثيل والمحاكاة وبهذا المنهج يستطيع هذا الكجور فضح المخادعين وكشف ألاعيب الناس هذا الكجور الثالث هو بهجة المناسبات إذ أنهم يخطفون الأضواء لمنع الحسد وحماية الناس من شر الإصابة بالعين.
هذا باختصار عن أنواع الكجور.
الاختصاصات:
أما اختصاصات الكجور السحرية في مختلف مناطق جبال النوبة هي عمود العمل المنشط لدنمو الحياة الاجتماعية في كافة اوجه الحياة. وهي.
1- كجور المطر يعتمد في سحره إثارة الرياح وتحريك السحب وبعمل طقوس كجورية معينة يهطل المطر في المكان المراد وقد يكون المكان الذي يطلب إليه المطر زرع أو كامل البلدة وغالباً يكون ذلك الفعل في فصل الخريف وقت هطول الأمطار في مناطق جبال النوبة وهذا الكجور يختص به في كل بلدة جماعة معينة أو أسرة يعرف عنهم اختصاصهم بعمل سبر المطر وعندما يحتاج الناس للمطر يسرع المسئولين في البلدة إلي ملاك سحر كجور المطر لكي يقوموا باللازم وتلك الأسر التي لها أهلية امتلاك كجور المطر تتمتع بحق السيطرة على معظم منابع المياه التي على أرض البلدة, إذ يوجد في معظم مناطق جبال النوبة آبار صخرية ينبع منها الماء وهى تسمى سلو وتلك الآبار غالباً ما تكون مسكونة بعالم الجن ذلك العالم يتمثل في بعض الدواب والحيوانات مثل القطط السوداء ولكن في معظم الأوقات يسكنها نوع معين من الثعابين ويسمى ثعبان السلؤ انتساباً لذلك الينبوع ومهمة ذلك الثعبان هو الحراسة ومنع الناس العاديين من الاستفادة من الماء إلا بإذن من الكجور أو أصحاب السلو ما عدا ذلك لا يمكن لزيد من الناس أن يدخل إلي السلو لغرض غرف الماء وإلا تعرض لعقاب شديد من قبل الثعبان قد يصل إلي درجة الموت إذا لم يتدخل الكجور في الوقت المناسب لإنقاذه.
2- كجور الرياح هذا النوع من السحر يختص به كجور يجيد التعامل مع الرياح والعواصف ويعمل على توجيها وتسييرها حسب الغرض ويستفاد من ذلك في منع الكوارث الطبيعية, مثلاً يقوم بعمل سبر يسلط به الرياح ضد الأعداء أو يحول به خط سير الجراد والآفات الذي قد يقتحم المزروعات وإتلافها, ويقوم كجور الرياح بالتعاون مع كجور المطر بمنع هطول الأمطار بغزارة إذا شعر الناس بخطورة المياه التي قد تغمر المحاصيل الزراعية مما يتسبب ذلك في إتلافها ويمكن أن يودي إلى حدوث مجاعة في البلد, فيقوم كجور الرياح بعمل طقوس تحويل السحب الممطرة من مناطق مغمورة بالمياه وإبعادها.
3- كجور النار هذا النوع من الكجور يحارب الظلام يأمر الناس في البلد بأن يقوموا بإشعال النار والصعود بها إلي أماكن العالية أو مرتفعة أو على الصخور الكبيرة عندما يحل الظلام الحالك في الليلة المشؤومة, والليلة المشؤومة ويسميها الناس في بعض المناطق إندولك هي ذلك الحدث المثير الذي يقع في مناطق جبال النوبة في فصل الخريف عندما تكون السماء ملبدة بالسحب السوداء وعلي أثرها يعم الظلام في أرجاء البلدة وتقوم كل أسرة بتوزيع حزم من أعشاب أو أعواد على أفرادها مشعلة بالنار فيصعدوا مجتمعين إلي اعلي موقع أمام بيتهم ويتوجهوا بالدعاء وبصوت عالي متضرعين الي الله سبحانه وتعالي سألين المولي أن يدفع عنهم البلاء ويبعد عنهم الشر ويعافي مرضاهم ويبارك لهم فيما أعطاهم, وينال من أعداهم وتتم تلك العملية في جميع أركان البلدة في وقت واحد تتعالى الأصوات بالدعاء ابتهالا لله لدفع شر تلك الليلة الظلماء ونشاهد ضؤ تلك الحزم المشتعلة يقهر الظلام في البلدة ويبعث الراحة والطمأنينة في نفوس النساء والأطفال وذلك الحدث بمثابة صلاة الاستسقاء وهو حدث يقع بين فترة وأخري في أزمان متباعدة . وفى اليوم التالي يأمر كجور النار أهل البلدة بعمل الكرامة أو كما يسمونها, وهي عبارة عن أي شي يمكن أن يتوفر لدي الأسرة مثل الذرة أو أي حبوب يتم طبخها في الخلاء وتوزيعها للناس على شكل صدقة, يجتمع كل أهالي البلدة في مكان معين يكون فسيح وتقوم كل أسرة بطبخ ما لديها من طعام ويكون ذلك في الفترة الصباحية عند بداية طلوع الشمس وبعد أن ينتهي كل الناس من عملية الطبخ تقف الأسر في صفوف منتظمة متوجهين إلى الله بالدعاء والتضرع استكمالا لما كان في الليلة الماضية, ثم يرمي كل واحد منهم قليل من الطعام في اتجاه الشمس وبعدها يتناول الناس ما بقى من الطعام مبتهجين بما تم من عمل راجين الله أن يتقبل الكرامة.
4- كما يوجد العديد من الكجور البسيط في شئون الصيد (الداري) وعمل اسبار الرقصات الشعبية وكجور المحاصيل الزراعية إذ يوجد كجور خاص يمنع الناس عن تناول بعض المزروعات مثل القرع والذرة الحلوة لبن الشاة وأغلب مزروعات الجباريك إلا بعد إذنه وإذا تصرف أي شخص من تلقاء نفسه ودخل مزرعته ثم قطع من ثمارها وأكله تظهر عليه أعراض مرضية خطيرة قد تودي بحياته, وهذا الحكم يسري على جميع الناس في البلدة, نعم كل شخص يمتلك أراض مزروعة وفيها خيرات كثيرة حقه وأسرته ولكن محرم عليه الأكل منها حتى ولو نضج كل ما فيها تماماً وعليه أن ينتظر حتى يأذن الكجور بذلك ويبد الناس في تناول أطعمة مزروعات السنة الجديدة في وقت واحد وذلك لكي تعم الفرحة كل بيوت البلدة.
الاسبار:
هناك مجموعة من الأعمال والطقوس يقوم بها مختلف جماعة الكجرة وهي تسمى الاسبار وبلغة بعض النوبة تسمى تمزئ تلك الطقوس والطلاسم هي الأداة التنفيذية لعمل الكجورية وهي المحور الأساسي الذي يورد السحر في عمل الكجور, والاسبار هي:
1- سبر العيش ينفذ بعض نضوج المحصول وبدء الحصاد.
2- سبر الجبراكة يمكن أن ينفذه أي شخص في الأسرة بشرط أن يكون ملماً بأعمال الكجور الخاص بذلك وحافظاً للكلمات التي ينطق بها أثناء الطقوس وهو عبارة عن دعوات وشكر لله على نجاح المزروعات في الجبراكة.
3- وكذلك سبر القرع (كرجنقل).
4- سبر التبش نوع من الخيار ولكن لولبي الشكل يوجد بأنواع كثيرة في مناطق جبال النوبة.
5- سبر اللوبه أو اللوبيا حدث مشهور يعرفه كل الناس في جميع مناطق جبال النوبة.
6- سبر الصيد ويقام في فصل الصيف بعد الانتهاء من أعمال الحصاد وتخزين المزروعات.
وهناك العديد من الآسبار التي ينفذها جماعة الكجرة في مختلف مجالات الحياة في جبال النوبة.




أدوات الكجورية العدة التي يمارس بها عمله

لكل مهنة معدات وأجهزة كأدوات يقوم المحترف باستخدامها لتحقيق أعمال المهنة حسب المطلوب وعلي ذلك يوجد لكل شخص يحترف الكجورية أدوات معينة توافق اختصاصه وتعينه على تحقيق المهام المنوطة به وأهم تلك الأدوات كاس من القرع يصب فيه ماء صافي نقي ويوضع فيه نوع خاص من الحصاة عدد واحد أو اثنتان على الأكثر في حجم البيضة أو اكبر بقليل ثم يوضع ذلك الكأس في مكان معين داخل بيت الكجور ويسمى عليه بالكجور المقصود والعمل الذي يجب أن يقوم به.
الأداة الثالثة هو الكوكاب, وهو الأداة الرئيسية التي تكمن فيها روح الكجور وتحمل صفات و أوصاف سحر الكجور ويسمى باسمه الكجور الفلاني هذا الكوكاب لا يستخدم في الصيد ولا يجوز لأي شخص عادي أن يحمله بيده إلا أن تكون به صلة وهذا لكوكاب يغرس بجانب الكأس المملوء بالماء وبداخله الحصاة ويستعمله الكجور في علاج الأمراض ومطاردة الأرواح الشريرة وكل كجور يستعمله وفق اختصاصه فكجور المطر مثلاً عندما يرغب في توجيه السحب يخرج الكوكاب من بيت الكجور ويشير به نحو السحب وهو يتمتم بكلمات يحدث بها الكوكاب ويقول بصريح العبارة يسأل الله أن يحرك السحب ويجمعها فوق مناطق المزروعات ويهطل المطر ويروي الزرع.
وعندما يستعمل الكوكاب لعلاج المرضى يغرس في فناء بيت المريض أو في حالات العلاج الجماعي وألاسبار العقائدية ينصب الكوكاب في ميدان التي يجري فيه عملية العلاج ويقوم الكجور بمخاطبة كجوره في الكوكاب و استعمال الماء والحصاة التي هم محتويات الكأس باستمرار كلما افرغ الكأس أعيد ترتيبه مرة أخرى فيتكلم الكجور مع الكوكاب ويرش الماء علي المرضى وهو يدعو الله أن يشفي المرضى أو المريض فيشفى المرضى وتسكن آلامهم, هذه هي الأدوات الرئيسية للكجور وتوجد بعض الأدوات المساعدة مثل القصبة أو عصاه تسمى أمزقنيا في هيئة عود طوله متر ونصف تقريباً ينتهي من اعلي برأسين وهذه لأنواع للكجور الخفيف, وكذلك من الأدوات المساعدة البخسه تعمل من القرع المر وتستعمل لإخراج الأوساخ وادران من جسم الإنسان المسحور وكذلك إخراج الأرواح الشريرة التي تتلبس الإنسان فتجعله مريضاً نفسياً والمقشة تصنع من بعض الأعشاب أو جريد السعف, وهذه تستعمل للعلاج المباشر لتنظيف المريض من الأعمال السحرية والإصابة بالعين والخاتم من نحاس أو الفضة يستعمل للكشف عن نوع المرض أو تشخيص المرضى وعلاج أمراض الصدر وأوجاع البطن عند الأطفال والنساء.
من ضمن اهتمامات الإنسان النوباوي ترتيب الأشياء ووضع كل شي في مكانه المناسب لذلك نجد تخصيص لكل شي منها يوجد بيت خاص للكجور وأدواته يكرس لأعمال الكجورية وقد يكون ذلك البيت معزول بعيد عن حرم مساكن الأسرة كأن يكون مبنياً فوق سطح الجبل ويقوم أصحاب الكجور بزيارته كلما دعت الحاجة إلي ذلك لتفقد حال الأدوات وأجهزة الكجورية وعمل الصيانة المطلوبة.


عملية تحضير الأرواح

لقد تداول بين العامة من الناس الحديث عن فعل غير طبيعي يتراوح بين النصب والاحتيال والدجل والسحر والشعوذة وهي ممارسات توصف بأنها خارقة للطبيعة وعرفها بعض المشتغلين بها بتحضير الأرواح.
في مناطق جبال النوبة يمارس بعض الكجرة عملية مشهورة يسمونها باللغة النوبية تبرك لاك وترجمتها النزول في البيت و تفسيرها نزول روح من الأموات الذين يسكنون في السماء إلي الأرض في بيت الكجورية وذلك علي حسب اعتقاد الناس في مناطق جبال النوبة وتلبية لنداء سحر الكجور تنزل الروح المطلوبة في بيت الكجورية وذك بفعل سحر الكجور.
وهي تمارس كنوع من أنواع الكشف عن المستور من الأمور التي لا يستطيع الإنسان العادي معرفتها (الكشف عن الغيبيات) وكذلك يستخدم في تشخيص الأمراض وأسباب علاجها علي نطاق واسع جداً.
وتتم العملية بأن يذهب آهل شخص مريض إلى منزل الكجور من أجل السؤال عن حالة المريض وكيفية علاجه وغالباً ما يكون ذلك الحدث بعد غروب الشمس إلى نصف الليل, فيلبي الكجور طلب هؤلاء الناس ويدخل الكجور في غرفة الكجوريه أي القطيه التي يوجد بها سحر وأدوات الكجور وهي الكوكاب التي يحمل روح سحر الكجور والكأس المملوء بالماء وبداخله عدد من الحصيات التي يستخدمها الكجور في رجم العفاريت والأرواح الشريرة, والماء يستخدم في تطهير جسد الإنسان من الأدران وتسكين آلام المرضى وتهدئة الخائف من روعه أو المصاب بالجنون.
يدخل الكجور في غرفته ويجلس أصحاب الحاجة في فناء البيت ويشركهم في ذلك بعض الحضور من آهل البلدة ليشهدوا علي ما يصدره الكجور من داخل بيته وبعد قليل من غياب الكجور داخل غرفته المظلمة تماماً ولا يرى ما بداخلها غير أن الناس يسمع أصوات غريبة تنبعث من داخل الغرفة مثلاً صهيل الحصان وهو يضرب بحافره علي الأرض ورنين أجراس وذلك ما يعني أن الروح التي قام الكجور بتحضيرها هبطت إلى الأرض علي ظهر حصان ونزلت في ذات الغرفة المعدة لذلك وعندما تهبط أي روح في غرفة الكجور تهتز القطيه ويصدر منها ضؤ ساطع مصحوب برياح وأصوات عواصف لدرجة إن القطيه تتحرك من مكانها من شدة الهول.
وبعد أن تهدا الأحوال يبدأ الحوار بين الكجور والروح المنزلة أحياناً تبدأ الروح بالحديث والتعريف عن نفسها ثم تخبر الحضور ببعض الأخبار التي لا يعرف الناس عنها ثم يطرح آهل المريض الأسئلة عن حاله و تبدأ الروح في الإجابة وتكون الإجابة واضحة صريحة وهي آخر عملية يمكن بعدها يتم علاج المريض إذ أن الكجور يخبر آهل المريض عن سبب المرض وكيفية علاجه والطبيب الذي سيقوم بعملية العلاج الناجع لذلك الداء وبالاسم حسب التخصصات في علاج الأمراض وتتحدث الروح المنزلة بصوتها صوت غير مألوف ويكون رقيق ولا يختلف من كونه صوت روح أنثى أو ذكر.
وتوجد طريقة أخرى لتحضير أرواح وهي تتم بدون أن بدخل الكجور إلى داخل الغرفة ويجلس الكجور مع الحضور في حوش منزله ويقوم هو بطرح الأسئلة علي سحر الكجور داخل الغرفة بعد أن تهبط الروح إلي ذلك بيت المجهز لذات الغرض, وقد توجد طرق شتى في مختلف مناطق جبال النوبة يلجا إليها الناس لمعرفة أسباب الأمراض والعلل التي تصيب الناس كخطوة أخيرة للكشف عما يعجز الإنسان العادي عن معرفته وحتى الكجور الذي جاءوا إليه آهل مريض ليس باستطاعته أن يعرف شي عن المرض الذي يصيب الإنسان وأسبابه إلا بعد أن تتم عملية كجورية معينة وأخرها عملية تحضير الأرواح.
والغريب في الأمر أن الروح المنزلة تستطيع أن تخبر الناس أو الحضور في لحظة نزولها في بيت الكجور بما يحدث من أشياء في داخل بيوت البلدة وحتى خارج نطاق البلدة مثلاً يمكن كشف خيانة زوجة لزوجها مع رجل أخر أو العكس وكذلك شخص يسرق أغنام الناس, وتستطيع الروح أن تكشف عن نوع الطعام المتواجد في بيت نفر من الناس, وهذا الكجور في منطقة من مناطق جبال النوبة يستطيع أن يخبر الناس عن وفاة شخص في الخرطوم أو بورتسودان أو في أي منطقة في السودان وبذلك يصل الخبر إلى آهل المتوفى في الحال, والكثير من أولئك الكجرة الذين يقومون بعملية تحضير الأرواح لا يتحدثون عما سيحدث في المستقبل ولا يتنبئوا بالغيب بل أكثر علومهم تنصب في الحاضر وما يجري فيه.
بعد أن ينهي الكجور عمله في تحضير روح يخرج من غرفته وهو في حالة غير عادية إذ أن جميع ملابسه مبللة بالعرق وأعصابه متوترة وقد لا يدرك ما تم وهو بداخل الغرفة ويسأل الجمهور عما حدث وما سمعوه وبعد الاستراحة ومناقشة نتائج العملية الكجورية يقوم آهل المريض بدفع أجر العملية والتي هي قد تكون عبارة عن أشياء عينية مثل كمية مقدرة من الذرة والسمسم والفول السوداني وغيرها من المحاصيل الزراعية أو عتوت أو عنزة أو حتى دجاجة أو مبلغ من المال أو أي شي يرتضيه الطرفين, وبعد ذلك يبدأ آهل المريض في السعي لمعالجة المريض.
الشخص الكجور

لقد تحدثنا في الصفحات السابقة عن ما هو الكجور وتناولنا بالحديث الموضوعي الفكرة والمعتقد من عملية الكجور وكيف أن الكجور يمثل أهمية قصوى في حياة الإنسان النوباوي في أرض وجوده وهنا نلي ذلك بالحديث عن الشخص الكجور أي الإنسان الذي يصبح كجوراً من جراء عملية معينة وعلي نفس القدر التي بدأنا به الصفحات السابقة نبدأ الحديث عن من هو الكجور؟ (الإنسان الكجور).
الكجور هو إنسان عادي يعيش بين الناس في حياة طبيعية وباسم عادي يعرف به بأنه فلان ابن فلان لا يختلف عن بني البشر بشي ولكن كيف يكتسب صفة الكجور ويصبح كجوراً يكتسب تلك الصفة إما بالوراثة عن إحدى الأبوين والأقارب أو عن طريق المتابعة و الرغبة وتنتهي العملية بأن يتلقى الشخص التعاليم الأساسية من قبل رئيس الكجرة أو كبيرهم, وكون أن المرء يصبح كجوراً هذا أمر متوقف علي مدى تقبل ذلك الإنسان لتلك الغريزة الغريبة, وقد يبدأ سحر الكجور في مطاردته منذ الصبا ويظهر عليه بشكل من الأعراض مثل الحمى أو فقدان توازن عقلي, وتوتر عصبي وقد ينفر عنه ويمتنع عن الدخول في دائرة سحر الكجور ويتعاظم الأمر فيلجا الشخص إلي البحث عن العلاج والتحرر من رغبة الكجور أو يتلبسه سحر الكجور (يسكن بداخل الإنسان) وإذا لم يتم علاجه سلباً أو إيجابا مما يعاني يودي به الأمر إلي الجنون أو قد يقتله سحر الكجور لذا لابد من إجراء عمليات تنصيب الكجور أو تحرير الشخص المصاب من سحر الكجور.

ورود سحر الكجور علي شخص

يرد سحر الكجور علي الإنسان وتظهر به إمارات وإشارات واضحة علي تصرفاته وتجعله غريب الأطوار وتتمثل تلك التصرفات في أن يبالغ الشخص في خوفه من الظلام والسبب الرئيسي عن خوفه من الظلام هو لأن الشخص المصاب بدأ الكجورية يرى أشياء أو تظهر له أشياء عبر الظلام لا يراها غيره من الناس, وعدم ارتياحه لبعض المؤثرات مثل أصوات بعض الحيوانات وزقزقة العصافير وأن يميل الشخص إلي الاختلاء بعيداً عن الناس والابتعاد عن مواطن الإزعاج والضوضاء ولا يحبذ الجلوس في وسط الجماعة ويدعي مشاهدة أشياء يراها بعيونه ويخبر الناس عنها لأن الناس العاديين لا يروا ما يراه ذلك الشخص الذي بدأت عليه إمارات اكتساب سحر الكجور.
عندما تظهر تلك الأعراض لدي أي شخص من الناس, صغير أو كبير ذكر أم أنثى آنذاك تعرض حالته التي تبدو كحالة مرضية علي آهل العلم في البلدة وهم بالطبع جماعة من الكجرة, ويبدأ دورهم في تفحص ودراسة حالة المريض ليتبينوا من حقيقة إن كان ذلك الشخص المعلول بداخله غرائز الكجورية كاملة أم مجرد أعراض جانبية يمكن زوالها, ويتولى تلك العملية التشخيصية مجموعة من الكجرة علي رأسهم زعيم يدعى تبوي وعندما يكتشفوا أن الشخص يحمل كامل صفات الكجورية ويمكنه تقبل سحر الكجور والتعامل معه عندئذ يتم الإعلان بأن فلان يحمل سحر الكجور ويعاني من داء الكجورية وعندما يتم ذلك الإجراء والإفصاح عن حالة المريض تهدى حالته وتستقر, ويصدر جماعة الكجرة توصياتهم بشأنه, وهي عبارة عن مجموعة من الأوامر مفادها, أن يعامل الناس ذلك الشخص معاملة خاصة مميزة لحين يأتي يوم قيام طقوس تنصيبه ورفعه إلي منزلة الكجور آنذاك يعطى الصلاحيات والميزات الخاصة التي يكون بها الشخص قادر علي العيش في حياته الجديدة بوجهين, الوجه العادي تجاه أهله والناس العاديين, والوجه المخفي الذي يحمل فيه صفة سحر الكجور ويتعامل به مع الناس في ظروف معينة.
في تلك الفترة التي يتصف بها الشخص بحداثة العضوية في جماعة الكجرة يمكنه القيام ببعض أعمال الكجور ولكن تحت رعاية وإشراف مجموعة مقدرة من الكجرة الكبار كمرشدين وموجهين والغرض من ذلك هو لكي يتمرس الشخص علي أعمال الكجورية ويتعرف علي الأداء عن قرب ويتمرس علي استخدام أدواته الخاصة في عمليات سحر الكجور فتوكل إليه الحالات الكجورية البسيطة علي نطاق ضيق جداً وهو علي كل حال أصبح عضو في جماعة الكجرة ويحق له ممارس عملاً ما في حياته الجديدة, ويستمر ذلك الحال لفترة محدودة حتى تتم عملية تنصيبه.



أهمية تنصيب الكجور

لا يجوز لأي شخص تظهر عليه إمارات الكجور أن يمارس أعمال الكجور قبل الرجوع ألي القواعد الأساسية المتعارف عليها نظاماً لدي آهل الكار وتبدأ ذلك من عمل طقوس تنصيب الكجور والتي تتم بإشراف كبير الكجرة المعروف في البلدة, ولو حدث ما يخالف تلك القواعد بأن يقوم شخص مصاب بدأ الكجورية بممارسة أعمال الكجور قبل أن تجرى له عملية طقوس التنصيب لمشروعية وضعه فأن الشخص يتعرض لجزاءات سحرية كجورية صارمة من قبل كجوره ومن قبل جماعة الكجرة من جهة أخرى وقد يتسبب ذلك في خسارة كبيرة في حياة الإنسان اجتماعيا ومعنوياً وقد يفقد الإنسان عقله ويعاني في حياته عذاباً شديداً من جراء عدم مشروعية اكتسابه لسحر الكجور
ويكون محارب من قبل جماعة الكجرة بما لديهم من وسائل وأساليب تعمل علي حماية وصيانة القوانين التي تحكم عملهم, لأن أي شخص يجتاز عملية الطقوس ويتم تنصيبه كجوراً ينال باستحقاق لقب الكجور وذلك بمثابة شهادة تأهله للعمل بذلك وتنقله من مرتبة الإنسان العادي أو الأعمى علي حسب لغة آهل العلم إلي مرتبة إنسان بصير يرى بعيون سحرية أشياء لم تراها العيون العادية, فيفحص المرضى ويعالجهم وبذلك يصبح الإنسان من أرقى وصفوة الناس في البلدة.
وكما ذكرنا آنفاً لكل كجور اختصاص أو أعمال خاصة يقوم بها ويحترف العمل بها دون سواه في إطار سحره الكجوري, ومن هنا نفهم أن الكجرة جماعات وكل جماعة لها اختصاصات ونفس التخصصات تنقسم إلي قسمين 1-تخصصات عامة مثل جلب المطر والعواصف واستخدام الكجور في محاربة الأعداء بتسخير الرياح والعواصف والنحل والكثير من الوسائل يمكن أن يدعي الكجور تملكها ويستخدمها بقوة سحر الكجور.
2- التخصصات الثانية يختص بها كل فرد من جماعة الكجرة وهي تتعلق بتشخيص وعلاج مختلف أنواع الأمراض بمعنى أن لكل كجور أنواع معينة من الأمراض يستطيع أن يتعامل معها ويعالجها, والقاسم المشترك بين جميع الكجرة هو عملية الفحص والتشخيص الأمراض, يمكن لأي كجور أن يقوم بفحص المريض وكشف نوعية المرض وبعد ذلك يستطيع الكجور أن يقرر أن كان بإمكانه علاج المرض وإلا يتم تحويل المريض إلي عيادة الكجور المختص بعلاج ذلك النوع من المرض.

الأمراض وعلاجها

الأمراض المشهورة في مناطق جبال النوبة هي:

1- مرض العين,:

هو أن يصاب الإنسان بعين شخص حاسد فيعتره المرض العضال ويقال أن فلان يعاني من مرض العين (الحسد) ويشرع الناس في البحث عن العلاج والكجور هو الطبيب المرشح الوحيد لعلاج هذا النوع من الداء حيث يوجد لدي كل كجور طريقة معينة لعلاج أنواع مختلفة من الأمراض التي تصيب الناس.


2- مرض الحلف بالزور:

أي أن يتهم شخص بجريمة ما فينكرها وتدفع الأحداث شيخ البلد أي الحاكم فيها أن يدعو المتهم إلي راكوبة الحكم (مكان مخصص يكون في وسط البلدة تقام فيه المحاكم لفض المنازعات بين الأهالي) ويأمر الشخص المتهم بالحلف علي المصحف الشريف لإبراء ذمته من الجريمة وإثبات برأته مما نسب إليه من تهمة وقد يكون المدعى عليه مذنب فعلاً فيودي القسم وهو كاذب مما يكون حلفه زوراً بذلك يقع في المحرم الذي يعرف الناس في مناطق جبال النوبة هو عدم الحلف زوراً مادمت مذنب وإلا أن الإنسان يصاب بمرض يعرف بمرض الحلف زوراً وهو نوع من العقاب المبكر وتبدأ أعراضه عقب تأدية القسم مباشرة حيث تسؤ الحالة الصحية وأول بادرة سيئة هي أن تصبه حمى ورعاف وفي بعض الأحيان إسهال, وينكشف أمره ويعرف الناس أن الجريمة ثبتت علي المتهم ولكن قبل أن يتم معاقبته يجري البحث عن علاجه من مرض الحلف زوراً, والغريب في الأمر أن الكجور هو الذي يقوم بعلاج ذات المرض الذي حدث نتيجة أداء قسم علي كتاب المصحف الشريف, والمصحف الشريف يسمى لدي بعض قبائل النوبة سورني أو كنكنا ممزلا ومعناها كلام الله وقبل أن تبدأ عملية العلاج لابد للشخص المذنب أن يقر ويعترف بجريمته ويروي تفاصيل أحداثها علي مسمع الشيخ أي حاكم البلدة بحضور الشهود وأصحاب الحق عليه, بعد ذلك يسرع الكجور في الترتيب لعملية العلاج وإزالة الأضرار عن المتهم وبعد أن يتماثل المريض للشفاء ويتعافى تماماً يقوم الحاكم بفرض العقوبة المناسبة علي المتهم حسب جريمته وإن كانت مسروقات ا‘مر بإعادتها إلي أهلها وتتراوح العقوبات من الجلد إلي الغرامات المادية أو العينية من المحاصيل الزراعية والمواشي.
وإذا لم يعترف الجاني بجريمته يترك في حالته المرضية وقد تبدأ المصيبة من إحدى أقربائه أو أهل بيته وتتعاظم المصائب حتى الموت ويقال أن أبناء فلان يموتون من مرض الحلف بالزور أو يقال أن سورني يقتل أبناء فلان أو يتلف ذرية فلان وهم مازالوا أجنة في بطون أمهاتهم ويستمر هذا الخطر في التعاظم إلا أن يعترف المجرم ومن ثم يخضع للعلاج المقرر بواسطة الكجور وهي عملية علاجية يقال عنها سبر نزع صفحات الكتاب من جسم المريض يعتقد جماعة الكجرة أن الشخص المتهم الذي يحلف زوراً فأن صفحات الكتاب تتبعثر في جسده وتصل إلي أهله مسببةً لهم المرض والعذاب والموت لكي يكون عظة لغيره وحتى لا يستهين الناس بعظمة الكتاب ولا يجرؤ أحد علي الحلف زوراً .

عملية العلاج

يستخدم الكجور ألبخسة وبداخلها ماء سحر الكجور والبخسة هي أداة تصنع من القرع المر يتم تجويفها بإخراج ما بداخلها من أحشاء وتسوية فوهتها ثم يصب فيها الماء المبيت في بيت الكجور ويستخدم ذلك الماء في نزع صحائف الكتاب من جسم المريض وتتم العملية بأن يقوم أهل المريض بتعين مكان يوجد فيه بيت النمل الأسود ويلعب بيت النمل دوراً رئيسياً في عملية علاج العديد من الأمراض لاسيما تلك التي يقوم فيها العلاج علي تنظيف الإنسان من الأعمال والأرواح الشريرة وشرط أن يكون بيت النمل كبير وبه عدة جحور ومسكون يشهد فيه حركة النمل.
يحضر المريض وأهله إلي مكان السبر أي بيت النمل وذلك في أي وقت يقرره الكجور المعالج والبياض الذي يقرره البياض هو عبارة عن أجر يقرره الكجور لقاء عملية العلاج وقد يكون مادب أو عيني, شيء من الماشية يذبح علي بيت النمل كفدية أو دم يسمونه أردو ممزلا ومعناه دم لوجه الله أو قربان لله, يضع الكجور البخسة علي مواضع معينة من جسم المريض ويدخل يده فيها ثم يتمتم بكلمات يسأل فيها الله أن يشفي المريض ويقول طالما المذنب أعترف بخطيئته فأن الكجور يساعده في إخراج صحائف الكتاب من جسده ثم يعوس بيده داخل البخسة وفي اللحظة التي يتألم فيها المريض ينتزع الكجور ورقة أو شيء يشبه ذلك من جسم المريض ويرميه علي بيت النمل ويكرر العملية عدة مرات وفي كل مرة يخرج شيء ورقي أي صفحة مطبقة بالية يظهر عليها العتق وما أن تنتهي العملي العلاجية يسقط المريض مغمى عليه مما رآه من هول العملية وبعد ذلك يذبح الدم المقرر, ديك أو خروف أو حتى ثور ثم يتسارع الناس لنقله إلي مقره.
3- مرض يسمى مرض الدنيا:
وقوامه هو أن يتلبس الجن في الإنسان ويجعله مريضاً مصروع طريح الفراش وتتدهور حالته حتى الموت إذا لم يتم علاجه مبكراً وهو يصيب النساء الجميلات أكثر من الرجال, وهو أشبه بمرض الزار ويسمى أحياناً بالريح الأحمر, أما مرض الدنيا فهو شايع في مناطق جبال النوبة ومعروف لدي المجتمعات النوبية ويتم علاجه بواسطة سحر الكجور.

العلاج المبكر:

في الصباح الباكر عند شروق الشمس يحضر المريض إلي بيت النمل الأسود ويوضع المريض في مواجهة شروق الشمس حيث أن إتمام عملية العلاج في تلك الفترة خطوة مهمة للغاية, وينصب الكجور الكوكاب أمام المريض ثم يبدأ في الحديث ومناقشة الجن الذي بسكن داخل الإنسان يسأله عن أسمه ومن أين أتى إلي داخل المريض وماذا يريد من فعلته وكذلك أسباب وجوده ثم يطلب الكجور الجن بمغادرة سكنه هذا ويخرج من داخل الإنسان المريض في ذلك الحوار يسمع الناس العاديين النقاش الذي يدور بين الكجور و الجن ولكنهم لا يستطيعوا رؤيته بينما يمكن للكجور التعرف علي شكل الجني وأوصافه,وقد يسكن داخل الإنسان عدد من الجن يتحدثون مع الكجور ويتجادلون معه, يخرج صوت الكلام من صدر المريض وتتحرك شفتاه وهو في حالة لا يعي ما يخرج من جوفه, فهو مغمض العينين ويتحرك بتفاعل الجن في داخله وتتغير ملامح وجهه, وبعد المجادلة تبدأ الحرب بين الكجور وجماعة الجن ساكبي جسد المريض يحضر الكجور كأس ملي بالماء وبداخله حصاة سحر الكجور ويخرج الكجور الحصاة من الماء ثم يعطي المريض ذلك الكأس بما فيه من ماء فيحمل المريض الكأس ويبدأ الكجور في زجر الجن والتوعد باستخدام القوة لإخراجهم وقد يستعمل المقشة أو سوط من الجلد في تهديد الجن وضرب جسد المريض بتلك الأدوات ضرباً مبرحاً ولكن المريض لا يشعر بشي من الضرب ويمسك الكجور مقدمة الكوكاب ويطارد به الجن ويضرب رأس المريض بمؤخرة الكوكاب وفي ذلك الوقت نسمع الجن وهو يتألم ويتوسل للكجور لألا يقتله ويصرخ الكجور وينادي بأسماء معروفة وأخرى غير معروفة مشيراً بذلك إلي زعماء الجن وفي غضون ذلك يرفع المريض الكأس إلي السماء ويصيح الكجور طالباً من الجن أن يخرج من مسكنه ويشهد الناس أن المريض يرتجف وارتجافه ناتج عن خوف الجن وفزعه من سحر الكجور والكأس يتحرك ويكاد يسقط من يديه ويتساقط الماء علي رأس المريض يعم جميع جسده.
وبعد تلك الحرب الشعواء بين الكجور وجماع لجن والمطاردة المثيرة الغريبة في نوعها وأطوارها يخرج الجن من داخل آنية الإنسان هرباً من أسلحة الكجور ثم تنهمر الدموع من عيون المريض دلالة علي صفاء نفسه واسترداد عافيته ويرتمي المريض علي الأرض ويحمله الناس إلي منزله الذي يكون قد تم تغيير كل شي ما فيه واستبدال كل الأشياء التي كانت به بأشياء أخرى جديدة وهذا يعني أن يبدأ الإنسان حياة جديدة في طهر وعفاف.

4- مرض الدم أو مرض اللنقي:

اللنقي يعني اللعنة التي تصيب الإنسان من جرا عمل ما وتسبب له المرض العضال أو تقعده عن العمل وهذا المرض أسبابه محددة أهمها وأولها دم القتيل، وتفسيره إذا قام شخص بقتل وإزهاق روح إنسان بريء بقصد أو بدون قصد أو لأي سبب فيكون دم القتيل معلق علي رقاب أهل القاتل ودين مستحق سداده حيث لا يقر شعب النوبة مبدأ غسل الدم بالدم أو الأخذ بالثأر كما أن قتل النفس محرم إلا بالحق وأن يعيش الناس في سلام محافظين علي دمائهم ومحارمهم وأعراضهم وكي لا تشيع الفوضى ويعم الناس البغاء والاستبداد لذا كان لابد أن توجد حدود أدبية ومن تلك الحدود هي ما تبناها الكجور وطواها بسحر وأسماها رمني أي مرض الدم وأن يصاب الإنسان بهذا المرض يقال أن فلان مصاب بالرمني أي ما يعني أن ذلك الإنسان تعدى علي ما هو محرم.
وثانيها جريمة الزنا في أن يتم جماع بين رجل وامرأة في الحرام دون إشهار الزواج بمعنى أن يقع الزنا بين شخصين ذا قرابة من الدرجة الأولى المحرمة شرعاً ذلك يسبب مرض اللنقي ما يعادل تماماً مرض الدم أو اللنقي أو الرمني وكذلك لا يجوز لأي شخصين بينهما دم أن يتزاوجا بسبب وجود اللنقي وأن ذلك سوف يضاعف من المرض وأسبابه سوأ أن كان من أهل القتيل أو أهل القاتل لا يلتقي رجل بامرأة من أهل الطرفين حتى لا يقع بينهما ما هو محرم مرتين جريمة الزنا المحرم وجريمة عظمى هي وقوع ذلك الحدث بين شخصين وبينهم حرمة الدم.
أن ذلك الحدث يحرم علي الأسرتين بل وحتى القبيلتين التعامل في ما بينهم في أشياء كثيرة ومن تلك الأشياء تناول الطعام المطبوخ في أوانيهم وبالأخص الطعام المملح واللحوم وأي ماشية تذبح بمدية أو سكين تخص شخص من إحدى الطرفين، إذا وقعت جريمة القتل بين شخصين من أسرة واحد فأن ذلك يكون مدعاة لانقسام الأسرة إلي أسرتين منفصلتين ويتعاظم الانفصال في كل مرة يكون الأقرب إلي أهل القتيل منضماً إلي أهله ومبتعداً عن أهل القاتل ويكون الفصل في كل شي لا يتزاوجون ولا يتبادلون فيما بينهم أي عدة.
وبعد فترة زمنية معينة يمكن تسوية الأمر بقيام طقوس كجورية يتم بها رفع بعض الحظر وليس كله هذه الطقوس تمكن الطرفين من التزاور والتصافح والتحدث في الأمور العامة التي تخص الطرفين والاتفاق عليها ويمكن الأكل في مواعين بعضهم البعض تناول نوعية معين من الطعام وهي ما ليس بها دم كسائر أنواع اللحوم, لا يجوز لشخص أن يتناول طعام من ماعون محرم عليه قبل إجراء تلك الطقوس وإلا كان عرضة لمرض عضال فتاك أسمه رمني أي مرض اللنقي كما ذكرنا سابقاً, وأعراضه يصيب الإنسان إسهال شديد ومغص في البطن ويسهل المريض دم حتى يموت ولكن سرعان ما يتدخل أهل الطب والحكمة لإنقاذ ذلك الإنسان تحت رعاية سحر الكجور فتقام له عملية تسمى تتلا ومعناها التذوق أي أن يقوم الكجور بإجراءات كجورية تجعل من وقوع الأمر المحرم حدث غير مقصود من قبل المريض فيقوم الكجور بأمر أهل البيت الذي تناول فيه المريض طعامهم بأن يصبوا ماء الكجور في القدر الذي طبخ به الطعام ثم يبيت إلي الصباح فيؤتى بالمريض صباحاً إلي بيت اللنقي أي البيت الذي تناول فيه المريض الطعام الحرام فيحمل الكجور الإناء أو القدر وبه ماء الكجور المبيت ثم يأمر المريض بأن يتذوق ذلك الماء ويذكر ما أكله ويتجرع المريض ذلك الماء وبعد قليل من تلك العملية يتقيأ ثم يطرش يفرغ كل ما تحوي معدته ويستعيد أنفاسه ثم تبدأ عليه إمارات العافية والشفاء، وهذا العلاج فقط يخص حالة المريض ولكن ليست علاجاً ناجعاً لكل موضوع اللنقي أي مرض الدم إنما يتم علاج اللنقي وتمام الصلح بين الطرفين بطريقة أوسع يذبح فيها الدم يأتي به أهل القاتل ويذبح بسكين أهل القتيل علي بيت النمل الأسود ثم يقف الناس صفين وعلي رأس كل صف كبير أسرتهم ويأخذ الكجور دم الذبيحة بإصبعيه فيضع ذلك الدم علي جانبي الرأس والجبهة والعنق ثم الكتفين وأعلى القدمين ويمرر الكجور تلك العملية علي جميع أفراد الأسرتين من كبيرهم إلي رضيعهم وحتى الجنين في البطن لابد أن يطاله العلاج وحتى يشمل ذلك العمل الأجيال القادمة, وبذلك يزول اللنقي ويكون الناس قد تحصنوا من مرض الدم وتحرروا من المحرمات.

5- مرض التعدي علي حرمات الكجور:

وسببه هو أن يسخر الإنسان أو يستهين بسحر الكجور ويستهتر بمعتقداته ويتعدى علي مقدرات الكجور كأن يعبث بأدوات الكجور أو يدخل بيت الكجور بدون أن يأخذ الأذن من أصحاب بيت الكجور، يودي ذلك العمل إلي عقاب الشخص المسيء فيقوم سحر الكجور بطريقة سحرية معينة يحبس يربط ظل ذلك الإنسان المذنب في مكان لا يعلمه إلا جماعة الكجرة وكنوع من العقاب يقوم الكجور بتعذيب الشخص المذنب مما يجعله ذلك مريض في حالة صحية سيئة وكلما زاد العذاب كلما ازدادت إمارات التعب علي المريض وهي أن يفقد المريض وعيه ويهلوس ويعيش في حالة تشبه الجنون وتهظر علي جسمه علامات غريبة كآثار ضرب أو عض وطفح جلي يتفجر منه الماء برائحة كريهة. وعندها يعلم الكجور بأن الشخص يعاني من مرض التعدي علي حرمات الكجور فيسعى للعلاج ويأمر جماعة من الكجرة يكون اختصاصهم معرفة أماكن حبس وتعذيب ظل المذنبين المتعديين علي حرمات الكجور فيقوم أولئك الجماعة من الكجرة بالبحث عن ظل المريض في تلك الأماكن المعينة وبعد البحث والجد يجد أحد الكجرة ظل المريض في مكان ما ثم يبلغ عنه ثم يقوم الكجور المعالج بتأكيد ذلك المكان وتعين ظل المريض وفي ذلك يتم تحديد وقت العلاج وهو الوقت الذي يتم فيه تحرير ظل المريض من قبضة سحر الكجور المعذب, وغالباً ما يكون ذلك الوقت في الفجر وقبل طلوع الشمس أو في المغرب بعد غروب الشمس مباشرة.
تتم العملية بأن يقوم الكجور وأتباعه وفي يده بخسة بداخلها ماء الكجور للذهاب إلي المكان المعين وقبل أن يدخل أولئك الكجرة في المكان يقف الكجور الكبير يهمهم بكلمات مفادها أخذ الإذن من أصحاب الكجور بالدخول ومباشرة عملية تحرير مذنب، بعد ذلك يدخل الكجور وأتباعه وأن يرافقهم واحد من أصحاب بيت الكجور أو من معارف المكان الذي حبس فيه المذنب ولابد أن يكون معهم شي من الدم ذبيحة من الماشية أو حتى الدجاجة تعتبر شي مقبول حسب ظروف المريض وهذا الشي أو أي ذبيحة تقدم فدية من أجل تحرير ظل المريض ويشترط في الفدية إن كانت دجاجة أن تكون بيضاء اللون وإن كانت من الماشية ماعز أو نحو ذلك أن تكون بلونين الأبيض والأسود ما عدا ذلك متروك لحكمة الكجور وتقديره، لأن كل حالة لها خاصيتها من حيث المكان وقوة السحر المفعول بها.
قبل أن يبدأ الكجور في إجراءات التحرير عليه أن يذبح الفدية ويأخذ بيده الدم ويرشه علي جميع أركان المكان ثم يستدع ظل المريض بعد أن يجري تحريرها من التوثيق أو التعليق ثم يدخلها أي الظل إلي البخسة ويحبسها بغلقه فاه البخسة بيده خشية من أن يسقط عليها أي شعاع من الضؤ، ثم يسرع بها مهرولاً إلي بيت المريض وعندما يصل هناك يرش بتلك الماء علي كامل جسد المريض ويدعو له بالشفاء وكل تلك العملية تتم بسرعة وقبل طلوع الشمس فتتحسن حالة المريض ويتماثل للشفاء وبعد طلوع الشمس تقام للمريض طقوس يطلب بها السماح من الكجور بما بدر منه وكان سبب في مرضه.
الحكمة في نقل ظل المريض من مكان حبسه إلي منزل المريض فجراً أو قبل طلوع الشمس يعزي إلي ما يقوله كبار الكجرة في أن الفجر وقت سكون لجميع الأرواح بعد عناء الأسفار طول الليل و لأن الظل يأتي من الضؤ فأشعة الشمس يمكن أن تخرق البخسة وتنفذ في الماء ويذهب الظل وبالتالي يظل المريض علي حاله وقد تزداد حالته سؤ وذلك لأن ظله يضيع في تلك اللحظة مما يتطلب ذلك جهود جبارة في عملية بحث وإعادته إلي جسم المريض وإلا قد يموت المريض.

6_ مرض السرقة:

عندما يقوم شخص من الناس بسرقة أشياء من شخص أخر أي كان نوعها ماشية أو نقود أو أي ممتلكات يذهب صاحب المسروقات إلي الكجور العراف ويبلغه عن فقدان أشياء له, عندها يصاب السارق بمرض يسمى مرض السرقة وطبعاً كما ذكرنا آنفاً أن للكجور عدة صفات ومنها صفة رجل الشرطة وأكثر من ذلك لأنه في ذات الوقت يلعب دور الجهاز الأمني والقضائي الكاملين إذ أنه يستخدم الكجور في عملية البحث والتحري ومن ثم القبض علي المجرمين والحكم عليهم برد المسروقات إلي أصحابها ومعاقبتهم بما يناسب الجرم المرتكب.
يستخدم الكجور عملية تحضير الأرواح أو عملية كجورية أخرى لتعرف علي السارق وكذلك الاستدلال علي مكان المسروقات، وعندما يقوم الكجور بعملية تحضير روح كإجراء لمثل تلك الحدث فأنه يستطيع أن يتعرف علي الفاعل وكذلك علي مكان المسروقات وحالتها إن مازالت كاملة أو منقوصة وهي أسهل الطرق، أما الطريقة الأخرى هي أن يذهب الكجور إلي مكان المسروقات ويحمل معه كوكاب سحر الكجور ثم يغرسه علي أثر من أثار السارق إن علي أثر قدم أو يد فسرعان ما تتورم القدم أو اليد وبذلك يعرف أن فلان هو السارق فيؤتى به للمحاكمة أو يهرع مسرعاً إلي الكجور والاعتراف بجريمته بحثاً عن العلاج، وبعض الكجرة يستخدم الخاتم الفضي أو النحاس عن طريق غمسه في الماء والنظر من خلاله في اتجاه الشمس عند شروقها وفي بعض المناطق من جبال النوبة يستخدم الكجور أدوات متعددة من أجل الكشف عن ملابسات الحوادث هناك من يستخدم الماء في كأس الكجورية عن طريق النظر إلي الماء ويدعي الكجور بأنه يشاهد عملية السرقة التي تمت وعلي ذلك يتعرف علي شخصية الفاعل ونوع المسروقات ويتم ذلك في وقت السحر أو عند الفجر وفي كل الحالات يعتمد الكجور علي الدعاء والكلام الطيب الذي يدع إلي الخير وينهى عن الشر.
في معظم الأحيان تكون مهمة القضاء والحكم من إختصاص الشيخ أو الزعيم في البلدة وإذا كانت القضية أكبر من هيئة القضاء في البلدة يتم تحويلها إلي محكمة أكبر يتم تشكيلها إما في نفس البلدة أو في مكان أخر محايد.
في كل الحالات يلعب الكجور الدور الأساسي في تجهيز أوراق ملف القضية.

7- مرض أكل المحرمات:

سببه هو أن يقوم شخص من الناس بالأكل من بعض المحاصيل الزراعية قبل أن يأذن له الكجور بجواز الآكل من تلك المزروعات، ويرجع الأمر إلي أن المحاصيل الزراعية خلال الموسم الزراعي في مناطق جبال النوبة تخضع إلي رقابة ورعاية الكجور الخاص بحراسة المزروعات هذا الكجور مكلف بحماية المزروعات من الأرواح الشريرة أن تتلفها والآفات الضارة ويراقب ثمارها حتى تنضج ثم يقوم الكجور بعمل طقوس كجورية معينة الغرض منها منح الأذن للناس لتناول ثمار مزروعاتهم من الذرة الحلو وتبش وقرع ولوبيا وكل ما يمكن تناوله من مزروعات الموسم الزراعي الجديد، وغالباً ما تكون تلك الطقوس من أجل أكل مزروعات الجبراكه أي مزروعات الحديقة المحيطة بالبيت النوبي كما جرت العادة أن تكون تلك المزروعات سريعة النضوج لتغطي حاجة العائلة من المواد الغذائية في ذلك الوقت الحرج من موسم الخريف وهي فترة تقع في النصف الأخير من الموسم الزراعي.
ولكل ثمرة من تلك الثمار طقوس كجورية خاصة بها مثلاً للوبيا طقوس وأسبار كجورية تقام في وقتها المعين عند بداية نضوجها وكذلك بقية الثمار وبالطبع لكل ثمرة طقوس يقوم بها كجور معين بمعنى أن تلك الطقوس موزعة بين مجموعة من الكجرة في البلدة وكل وأحد حسب اختصاصه،
إذا أكل أي شخص ثمرة من تلك الثمار قبل أن يتم تسبرها أو إجراء الطقوس لها فإنه يعاني مرض شديد أهم أعراضه انتفاخ شديد وألم في البطن وطراش أو إسهال شديد عندها لابد للمريض أن يقر للكجور المسئول عن مراقبة المزروعات بنوع الثمار الذي أكله وتسبب في المرض ليتسنى للكجور إجراء طقوس العلاج بنفس الثمار التي تسببت في مرض الشخص.
يقوم الكجور بعلاج المريض بأن يستخدم تلك الثمرة في الطقوس الكجورية للعلاج فيقوم بحرقها في النار ومسحها علي بطن المريض ثم يأمر المريض بأكلها مرة أخرى وبعدها يتماثل المريض للشفاء وهذا يعني عدم أكل أي نوع من ثمار المزروعات قبل أن تتم عمليات طقوسية عديدة لكل المحاصيل ويتم بعدها السماح للناس بتناول الثمار المزروعات بحرية.

8- مرض التوأم:

هذا المرض يعرف في بعض مناطق جبال النوبة بأنه يحدث نتيجة لأن شخص من الناس المواليد التوائم يغضب من شخص عادى أو يحدث بينه وأي شخص خصومة فيغضب الشخص التوأم من ذلك الشخص فيصاب بمرض يسمى مرض التو
Admin
Admin
Admin

رقم العضوية : 1
An active member of
عدد المساهمات : 74
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 19/06/2010

https://nuba-qa.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى