عن الجبااااااااااااااااااال

لمحات ولفحات عن جبال النوبة

أما بعد سلامي عليكم أحبتى الأعضاء الكرام وبقية الزوار ، اليوم وددت ان اطوف بكم في لمحات فنية سريعة وأقدم لكم لفحات بسيطة عن منطقة جبال النوبة أرض الفنون والإبداع ، ويبدو إبداع جمال الطبيعة الساحرة يتنوع فيها بأشكال وألوان متمازجة وما أجمل المناظر في رشاد يا حبذا من جبل كان وتقلي القرآن ، وتكثر أنواع الشجر الجميل السدر في أقليم الليري والطلح والكرسان وروعة فيض المياه الرايقة في بحيرة كيلك وخور الدليب وبجواره فروع الغصون التي تغرد فوقها الطيور أفنان وما أحلى حوار فن الدرملي في تلودي و السهول والغزلان وكذلك الصراع عند المورو قرب هيبان ، و نبث بجزيل شكرنا إلى كاميرا شروق الفضائية لنقلها التراث السودانى من أى مكان ، كما أطلت بنا أمس الأول من خلال برنامجها الشيق عبر أثيرالفضاء و الشاشة الصغيرة حول مدينة الدلنج عروس الجبال ، كما بدأ يلوح في الأفق البعيد منها في الناحية الغربية جبل النتل و تنديه الفن وفرق سالارا وفوست الزمان .ومن هنا أحيي أهل الجبال بأبيات قليلة من الشعر شعور و نبض وجدان .

كفي بكم مرورا في جبال النوبة ** تيما وكــدر ودلنج وغلفــان
وهذي جبال النيمانج في غربها ** وتلك سالارا وتنديـــة فنــان
والنوبة في شرق الجبال أجمعهم ** وأعلاهم سفح ميري وهيبان
وما أقدم جبال النوبة في الليرى ** وفي أي جبل حبذا ما كان
طبيعتهم فـــي جمالها بستان ** الإناقة رشاد وتقلي القرآن

***
تقع منطقة جبال النوبة بين خطي بين خطى طول (29 – 31 ، 30 درجة ) شرقا وخطي عر ض( 12-15 ، 30 درجة ) شمالا تحديدا في أقليم كردفان ( ولاية جنوب كردفان ) تحتل رقعة جغرافية مميزة و تحاط بحزام مناخ السافنا الغنية وتكثربها السهول الخضراء وتضاريس الجبال العالية في أمكان مختلفة ،و يذكر بعض الباحثين إنها تتكون من جماعات متباينة وتسكن تسعة وتسعين جبل وتتحدث لغات مختلفة ، وكما أكد الأخ أحمد تجاني عن موضوع دراسة حديثة أجراها أحد الباحثين في العام الماضي إنه توصل الى عدد الجبال أنها أكثر من أربعمائة جبل ( حجر ) ودائما ما يصغر جبيل او حجيروقد لا يذكره بعض الكتاب في بحوث مدوناتهم مثل حجير ابو عريف الذي يقع في زاوية شمال شرق مدينة الدلنج .
قد عرفت جبال النوبة الإنسان المتميز بأحترافه الزراعة وممارسة تربية الحيوان مثل الأبقار والأغنام ( تكر الجبال ) قصيرة القامة ، قد عرفت منطقة الجبال المجتمعات البشرية منذ قديم الزمان ، بالرغم من الدورالكبير الذي لعبه المستعمر في تأخير وعى إنسان المنطقة.
يعتبر أقليم الليري أخر منطقة وأنت ماشى الى أعالي النيل من أقدم سكان الجبال ويشير كاتب ما الى عمليات التغيير الرئيسية التى حدثت في حركة اللفوفة ومن ثم سائر جماعات النوبة بشكل عام فبعد أن كانوا جماعات وثنية استوطنت الجبال الى سهول كردفان أخذوا يتبعون العادات العربية ويتحدثون اللغة العربية ، والنوبة تاريخ أصيل في عمق السودان وتعدد بهم المناطق والجبال ويتكون
شعب الجبال تقريبا من اثنى عشرة مجموعة او أكثر ،و إذا نظرنا الى منطقة الجبال من بوابة دخولها مدينة الدلنج من ناحية الأبيض نجد جبل الكدرو وحيدا يغازل الرمال ، أما داخل الدلنج عروس الجبال تسكنه قبيلة الدلنج العريقة التي تسمى المدينة بأسمها التي يوجد بها حجرالسلطان ينقش عليه في أعلى سفحه شعار معهد الدلنج القديم منذ عهد الستينات ، وتتميز الدلنج بالخصال الطيبة والكرم الأصيل ولا يفوتنى إلا ان أذكر واحد من أبناءها المخلصين السياسي المخضرم د. حبيب سرنوب وكذلك تقيم قبيلة الدلنج علاقات حميمة وأواصر تزاوج ونسب وو شائج دم مع جماعات أخرى مثل الحوازمة وأذكرمنهم بصفة خاصة دار بخوته ودار شلنقوة ودار نعيلة بحي المطار بالدلنج ، وكذلك تتميز الدلنج برقصات الكرينق( كرينك ) وإقامة السبر السنوى، وتنتمى قبيلــــة الدلنج إلى مجموعة الأجانــــــــج ( الأجانق ) كما تحدث عنها التاريخ بأنها أتى من أقصى شمال بلادي وتضم كرورو وشرورو وكدرو وكافير وكودجي ودبانة ، وجماعات الغلفان في جنوب الدلنج ، غلفان وطا ، غلفان كيكا ، غلفان خور الدليب ، غلفان دبري ، غلفان الكرقل
تتميز منطقة الغلفان من الجبال التى انتشرت فيها الدعوة الاسلامية من زمان ، ويوجد بها عددا من خلاوي القرأن الكريم وكذلك برزا أبناءها في مجال التعليم ، واذكر لها من شخصيات الإدارة الأهلية الزعيم فضل ابو حمرة وهو إنسان من أخيار رجال أهل العرف والصلح وسداد الحفر ، من زاوية أخرى يمكننا ان نقسم مجتمع الغلفان الى قسمين زراعي ورعوي أحيانا يمتد به الرحيل الى مخارف أضيات خديجة والجميز وتب الصوف والجميز كنانة في أرض القوز والسهول والرمال والوديان ، ومن ثم يعودون الى مناطقهم في أثناء رحلة الشتاء والصيف ، كذلك توجد في جنوب الدلنج مجموعات تيمن وهي مشهورة بزراعة أشجار الجوافة ،
* كذلك نشاهد من الناحية الغربية لمدينة الدلنج مجموعة النيمانج وتضم قبائل النيمانج والصبي والمندل وأفتي ، وللنيمانج تاريخ عريق أفردته ذاكرة الوطن وخلدته ثورة السلطان عجبنا من منطقة سالارا ضد الانجليز في بداية القرن التاسع عشر
و تتعدد الجبال في المنطقة المذكورة وكذلك تختلف لهجات السكان ، مثلا كجورية لهجة غير ، أما سالارا والفوست يتحدثون لهجة واحدة ، ولهم طقوس وعادات واحدة ، و يقام السبر وهو عبارة عن طقوس دينية يخرج فيها الكجور في ميدان فسيح بمنطقة النتل في موسم الصيف ،
وتوجد فرق فنية شعبية عجيبة ب مناطق النيمانج تتشكل وتتلون من جبل الى أخر . قد تشاهد ذلك في فساحات الملمات على الطريق وأنت تعبرها متجها غربا نحو مدينة لقاوة في لب الجبال الغربية ابوجنوك والكاشا وتلشي
* أما جماعات النوبة في شرق كادقلي مجموعة الكواليب وهيبان ودلامي وهي أسماء مناطق وكذلك عبري وام حيطان وتمتد سلسلة جبال المورو وتيرا وليرا ولارو والشواي وأطورو وكاونارو وغيرهم ، تتميز هذه المجتمعات البشرية دائما بأغاني سير البقر في أيام موسم الحصاد والصراع القوى( المصارعة ) في فصل الخريف ، ونجد من المورو بقارة ينزلوا بأبقارهم أثناء فترة الخريف من الصعيد نحو كردفان ( القيزان ) ونجد جبل الشوابتة وكذلك الميري و لهذه الجماعات تاريخ ناصع في ذاكرة ماضي الوطن الجميل ، وكلما ذكرت المقاومة السودانية أيام الانجليز يذكر الزعيم الفكي علي الميراوي ، وكذلك يرجع لهم الفضل في تأليف نوتة مارشال الموسيقية السودانية الأصيلة . ..و نتواصل


صور جبل السلطان بمدينة الدلنج عروس الجبال