الغناء و الرقص فن أصيل في تراث و ثقافة شعب جبال النوبة
صفحة 1 من اصل 1
الغناء و الرقص فن أصيل في تراث و ثقافة شعب جبال النوبة
الغناء و الرقص فن أصيل في تراث و ثقافة شعب جبال النوبة
بقلم / ايليا أرومي كوكو
يا صاحبي ادعوك في سياحة وجدانية من نوع اخر في سياحتي هذه أخذك و اتنقل بك الي عالم مشحون بالتناقضات لكنه في ذات الحين هو عالم و بوتقة من عوالم من الالفه و التألف و التحابب و الانصهار الجاذب .. هو عالم يحب السلم و السلام بل هبهما لغيره مضحياً بذاته . هو عالم الحروب و الاقتتال و ينبذ العدوات و الخصومات ً لكنه دائماً يجد نفسه مجروراً جراً الي ساحات و ميادين لا يحبذها .
فلا تستغرب و الا تندهش عجباً يا صاه و اتمني ان لا يأخذك الذهول و التوهان و انت تتأملو تشاهد عبر الخيال ملامح القوة و الصلابة و الصمود في عوالم شعب جبال النوبة . أن الاثارة و الايثار كما ألق التألق و تحدي النفس في الشدة و الازمه نهج من مناهج التربية الطبيعية في النوبة سلوكاً اصيلاً يتعلمه منهم من المهد الي اللحد . فالصبر و المثابرة علي مقاومة العناصر البيئة الطبيعية المحيطة . و لا ننسي هنا قوة شكمية شعب النوبة عند الدفاع والزود عن النفس و النسل و هي غريزة حب الحياة البقاء عند الانسان و الحيوان معاً . فالحفاظ علي الارث الانساني من جغرافيا و تاريخ و ثقافة و هوية ووطن هي من ابجديات الفطرة البشرية الطبيعية . و يبقي أن المعاني و القيم أصيلة في كل انسان لا يزاود عليها في كل و مكان الا متكبرمكابر ناكر مجافي لنواميس الكون و الحياة و مبطل الحياة لقوانينها . يبقي ان شعب جبال النوبة بفطرتهم الفريدة كانوا دائماً قادرين علي التغلب و تجاوز أعتي النواميس و القوانين التي تهدد وجودهم بالغناء و الرقص . و يبقي أن الموت هو العدو و المهدد الاول لحياة الانسان ، و للعجب يا هذا النوبة المستضعفون في الارض ابداً كانوا يواجهون الموت بالغناء و الرقص .انهم يرقصون للموت رقصة وداع الراحل منهم و لرقصة لون و شكل مغاير لرقصات الافراح والاعراس . انهم يتغنون للموت و الرحيل او الانتقال و لموسيقي و اللحان وداع الميت انغام و اهزيج تختلف عن تلك التي تؤدي في زفة العريس او التي تغني في ساحات مصارعة فرسانهم الاشاوس .
و في انت جبال النوبة قد يدهشك هذا الشعب الابي و هو يغني بلحن صوته الجهورالعالي المموسق طبيعياً بنغم و لحن اشكال الطبيعة و البيئة من حوله .فهو يشدو و يغني بل يغرد بالنشيد محاكياً زقزقة عصافير البواكير تلك العصافير الفرحة بالشفق مشتاقة لبزوغ نور الفجر عند الهزيع الاول و كذا تجدهم يترنمون بأصوات اليمامات و الحمائم و هديل الاماسي في ساعة التزاوج و بهجة الوعد بالتناسل و التوالد .
ان للشعب في جبال النوبة خاصية و خصوصه تبلورت عندهم لمواجهة كافة أطوار المد و الجزر في دائرة العيش و التعايس سلماً و حرباً . انهم يعرفون كيف يرقصون للمأسي ينشدون في الاحزن او يصفقون بأيديهم عند الابتلاءات درءاً للمخاطر كما يعرفون كيف يضربون الارض بأقدامهم الثابتة فيعطون من خلالها ايقاعات ترمز لروح الشموخ و العزة او الثبات التحدي في وجه كل اشكال الصعاب و اللوان الازمات .
في جبال النوبة كما يذهبون دائما في سائر اقوالهم أن الغناء ليس فن الغناء و الرقص ليست تراث و ثقافة و حسب لكنها بالاحر نهج حياة و سلوك بشر و هي ممارسة يومية عادية جداً .
• الغناء و الرقص الجماعي في نفير الكديب عند اعداد الارض و تنظيفه من الاشجار .
• الغناء و الرقص الجماعي في النفير وقت الزراعة او نظافة الزراعة من الحشائش .
• الغناء و الرقص الجماعي في نفير في مواسم افراح الحصاد
( سبر ورق اللوبيا ) مثلاً
• الغناء و الرقص الجماعي في نفير زمن دق العيش و التخزين في سويبات النوبة القليدية .
فالنوبة قد لا يحتاجون الي وليمة او مناسبة فرح و كره ليغنوا و يرقصوا تعبيراً فرحهم او تنفيساً لأحزانهم . فالحياة اليومية عندهم تتجدد بأفساح مجال وقت للغناء و عندما يتغنون فهم يرقصون بأرواحهم كأضعف الايمان فغناء النوبه هو الاحماء و التسخين في رياضة كرة القدم . و حين يغني النوباوي فهو عنئذ في ساعة تمارين الاحماء و التسخين استعداداً للرقص يبقي فقط ان تتوفر له عناصر الرقص الفعلي ، لكن تأكد بأنه يرقص روحاً و وجدانياً و انت تسمعه يدندن همساً او يجهر بالغناء صوتاً .
اذاً فالغناء و الرقص عند النوبة سر من اسرارالكون و شعيرة من شعائر الحياة و البقاء يتعدي معني الفن و التراث الي ابعاد موغله في مناجاة روح الله السرمدي كلي الكمال . الغناء عند النوبة قد تقف في شموليتها حد ان تكون طقس و عبادة و صلاة .
و في أزمنة الحروب يتحد الشعب في جبال النوبة بمختلف مشاربهم و مكوناتهم الاجتماعية و الاثنيه و بكل اللسنتهم يتفقون روحاً و بدناً في مناجة الله في سرهم و جهرهم طلباً للقوة و السلم ذلك يتم بالغناء و الرقص متوحدين في اختلافاتهم جميعا .
بهذه نستطيع القول بأن النوبه يغنون و يرقصون طوال العام و لا تنسي الغناء و الرقص في الليالي القمرية دعك من المناسبات الكثيرة التي لا يمكن تناولها هنا حصرياً . فقط نجمل بأن النوبه هم شعب يصنع الفرحة لنفسه في عتمة الظلام . هم شعب يبتسمون و يضحكون للزمن الاتي و ان ترأي في للبعض منهم في الافق القريب او البعيد بأن لامجال او فسحة أمل لغد او مستقبل . و يكفي اليوم شره ان نغني و ان نرقص ليكون الكون مكاناً ممكناً للنوبة ان يعيشوا فيه . ذلك عسي و لعل ان يكون ثمرة النضال في يوم ً من الايام قصة رقص يرويه النوبه لأجيال تعيش في اجواء من السلم و السلام للجميع بما فيهم شعب النوبة الذي يستحق ان يعيش و يبقي كغيره من سائر الشعوب و القبائل الاخري في السودان .
اقتباسات :
شبكة ابو سمبل الالكترونية
الرقص والغناء :
ان منطقة جبال النوبة هي التقاء لمختلف االقبائل وقد شهد التاريخ القريب والبعيد تعايشا سلميا وهادئا بين مختلف هذه القبائل خاصة النوبة وعرب البقارة وتطورت العلاقات بينهم الي حد التزاوج والمصاهرة بحيث من الصعب التميز بينهم فأصبحت المنطقة بوتقة التقت فيها مختلف الثقافات العربية والنوبية اضافة الي قبائل غرب افريقيا التي وفدت الي المنطقة في اطار هجراتهم القديمة .
تعتبر جبال النوبة من المناطق ذات الارث التراثي والثقافي المميز كما يتميز تراثها بالقوة والمقدرة علي البقاء والقابلية للتطوير .فأشتهروا بالفنون التشكيلية والنحت وزخرفة الأوني وزينة المنازل , وفن العمارة الشعبية منذ أن كانوا يسكنون الكهوف التي كانت نزخرف بأشكال من الرسومات المستوحاة من الطبيعة الخلابة .
أما الزينة عند النوبة فهي قديمة يصعب تاريخها , لكنهم عرفوا الزينة بأنواعها سواء كانت للانسان, فيتزين الرجل بالسكسك والوشم وأطواق الحديد والفضة والنحاس والريش وجلد الحيوانات , أما المرأة فيزينونها بالسكسك والخرز كما تدخل (فصادة) الجسم أيضا ضمن الزينة .
لعل من أهم ما يميز الرقص الشعبي النوبي أنه رقص جماعي يشترك فيه الرجال والنساء من كل الأعمار، وارتبط عدد من هذه الرقصات بمواسم الزراعة والحصاد ، ومن أشهر الرقصات النوبية (الأراجيد ).
رأي(الأرشيف) صحيفة الصحافة
جبال النوبة بين التراث والسياسة
د. صابر عابدين أحمد:
لقد أتيحت لي الفرصة لحضور المهرجان التراثي لأبناء وبنات جبال النوبة في الخرطوم، وبحق كان يوماً من الأيام الخالدة في الذكرى، لأنه وببساطة شكلت فيه الفرق الموسيقية والتراثية والغنائية لوحة جميلة تمثل قوس قزح فني، واندهش الحضور واندمجوا وتسمروا في أماكنهم من شروق الشمس إلى قرابة منتصف الليل، لأن هذه الفنون الراقية المعبرة عن هذه الروح الجماعية لدى هذه المجتمعات، والقوميات الثقافية التي أتى عليها حين من الدهر، مورست عليها وبعد الفتح العربي الإسلامي للسودان كل أشكال التهميش والتحنيط، والاستيعاب والاستتباع، ومثل هذا المهرجان لم يشهد له مثيل خاصة في العاصمة الخرطوم إلا قبل خمسمائة عام، وفي سوبا عاصمة النوبة حيث كانت الفنون هي سيدة الموقف، بل ومجمل صور الإبداع والفلكلور والموسيقى، والرقص والغناء الجماعي، ويتخذ شكلا طقسيا، يرتبط بالحصاد وسائر الأعياد النوبية، وما زالت امتدادته إلى الآن كما في سير الحصاد الذي يقام في جبال النوبة سنوياً.
ولذا ففي ذلك اليوم الاحتفالي البهيج كأنما أعيد الزمان إلى صيرورته الأولى ورجعت عقارب الساعة للوراء خمسمائة عام تزيد ولا تنقص، فالوجوه هي ذات الوجوه مع اختلاف طفيف في السحنة، والمكان ذات المكان فقط تحول من الشرق إلى الغرب من الرصيف، ورائحة الأجداد تملأ الأجواء عبقاً وألقاً ومجداً، والفن ذات الفن مع جرعات جديدة وتحويرات خلقها التجديد والأجيال الشابة بذات القوى والفتونة، ولذا رأينا عشرات الفرق وبلغات مختلفة، وبأجناس موسيقية متنوعة وتداخلات لا تخفى وإيقاع منضبط راقٍ جميل يهز وقار النبلاء، ولذا فإن د. عبد الله تية واللواء خميس وتابيتا قد وقفوا في «الدارة» ومكان العرض وقفة من الصبح حتى العصر، يبشرون ويحيون هذه الفرق، وهذا تواضع النوبة في لحظة الفن والإبداع المجد للطرب والجمع سواسية أمام الطقس، وفرق غنائية تمثل كل نواحي الولاية وشبابها، ومجموعات الكيغا والنيمانج تملأ المكان فناً وطرباً، والكواليب ومورو وكرنقو وتقلي كانوا حضوراً مبهجاً، أما مجموعات كدرو والدلنج وغلفان وكاركو فهم في القلب وفي الذاكرة الخالدة، لأن إيقاعهم على الطبل هو إيقاع اهلي من النوبة الدناقلة على الدلوكة بذات النمط والسمات، بل هو يمثل إيقاعات تشمل البطانة «الشكرية والكبابيش والجعليين»، وبل نجده عند الهدندوة والبجا في شرق السودان.
وتواصل الزخم الكرنفالي والطرب المتجدد مع فرق النتل وأنجووا والمندل وهيبان وكادوقلي وشباب كاودا، وكثير وكثير لا أستطيع أن أحصيه لأنه مدهش ويؤكد أن مستقبل الإبداع في هذه البلاد للنوبة، كما أقيمت حلقات للرجولة والفروسية وهي المصارعة والتي اشتهر بها النوبيون من قديم الزمان واحتفلوا بها وهي رمز لإكمال الرجولة. وفي ذات الوقت لم نر أحداً يبيع أكلاً أو شراباً، فكل شيء متوفر عند نساء الدلنج وكادوقلي، فالكرم النوبي الدفاق يعطي كل جائع وكل محتاج، فهذه هي ثقافة النوبة وهذه هي طبائع النوبة، وهذه هي حضارة النوبة العملاقة، والتي عمرت مجرى النيل. ولو تماسك النوبة اليوم والتفوا حول ما قامت عليه حضارتهم الأولى، لما وقف في طريقهم عائق وعادت أمجادهم السالفة والمجد للنوبة قديماً وحديثاً والمجد لملوك النيل الخالدين، والمجد للبشر المبدعين أهل المدينة والحضارة.
بقلم / ايليا أرومي كوكو
يا صاحبي ادعوك في سياحة وجدانية من نوع اخر في سياحتي هذه أخذك و اتنقل بك الي عالم مشحون بالتناقضات لكنه في ذات الحين هو عالم و بوتقة من عوالم من الالفه و التألف و التحابب و الانصهار الجاذب .. هو عالم يحب السلم و السلام بل هبهما لغيره مضحياً بذاته . هو عالم الحروب و الاقتتال و ينبذ العدوات و الخصومات ً لكنه دائماً يجد نفسه مجروراً جراً الي ساحات و ميادين لا يحبذها .
فلا تستغرب و الا تندهش عجباً يا صاه و اتمني ان لا يأخذك الذهول و التوهان و انت تتأملو تشاهد عبر الخيال ملامح القوة و الصلابة و الصمود في عوالم شعب جبال النوبة . أن الاثارة و الايثار كما ألق التألق و تحدي النفس في الشدة و الازمه نهج من مناهج التربية الطبيعية في النوبة سلوكاً اصيلاً يتعلمه منهم من المهد الي اللحد . فالصبر و المثابرة علي مقاومة العناصر البيئة الطبيعية المحيطة . و لا ننسي هنا قوة شكمية شعب النوبة عند الدفاع والزود عن النفس و النسل و هي غريزة حب الحياة البقاء عند الانسان و الحيوان معاً . فالحفاظ علي الارث الانساني من جغرافيا و تاريخ و ثقافة و هوية ووطن هي من ابجديات الفطرة البشرية الطبيعية . و يبقي أن المعاني و القيم أصيلة في كل انسان لا يزاود عليها في كل و مكان الا متكبرمكابر ناكر مجافي لنواميس الكون و الحياة و مبطل الحياة لقوانينها . يبقي ان شعب جبال النوبة بفطرتهم الفريدة كانوا دائماً قادرين علي التغلب و تجاوز أعتي النواميس و القوانين التي تهدد وجودهم بالغناء و الرقص . و يبقي أن الموت هو العدو و المهدد الاول لحياة الانسان ، و للعجب يا هذا النوبة المستضعفون في الارض ابداً كانوا يواجهون الموت بالغناء و الرقص .انهم يرقصون للموت رقصة وداع الراحل منهم و لرقصة لون و شكل مغاير لرقصات الافراح والاعراس . انهم يتغنون للموت و الرحيل او الانتقال و لموسيقي و اللحان وداع الميت انغام و اهزيج تختلف عن تلك التي تؤدي في زفة العريس او التي تغني في ساحات مصارعة فرسانهم الاشاوس .
و في انت جبال النوبة قد يدهشك هذا الشعب الابي و هو يغني بلحن صوته الجهورالعالي المموسق طبيعياً بنغم و لحن اشكال الطبيعة و البيئة من حوله .فهو يشدو و يغني بل يغرد بالنشيد محاكياً زقزقة عصافير البواكير تلك العصافير الفرحة بالشفق مشتاقة لبزوغ نور الفجر عند الهزيع الاول و كذا تجدهم يترنمون بأصوات اليمامات و الحمائم و هديل الاماسي في ساعة التزاوج و بهجة الوعد بالتناسل و التوالد .
ان للشعب في جبال النوبة خاصية و خصوصه تبلورت عندهم لمواجهة كافة أطوار المد و الجزر في دائرة العيش و التعايس سلماً و حرباً . انهم يعرفون كيف يرقصون للمأسي ينشدون في الاحزن او يصفقون بأيديهم عند الابتلاءات درءاً للمخاطر كما يعرفون كيف يضربون الارض بأقدامهم الثابتة فيعطون من خلالها ايقاعات ترمز لروح الشموخ و العزة او الثبات التحدي في وجه كل اشكال الصعاب و اللوان الازمات .
في جبال النوبة كما يذهبون دائما في سائر اقوالهم أن الغناء ليس فن الغناء و الرقص ليست تراث و ثقافة و حسب لكنها بالاحر نهج حياة و سلوك بشر و هي ممارسة يومية عادية جداً .
• الغناء و الرقص الجماعي في نفير الكديب عند اعداد الارض و تنظيفه من الاشجار .
• الغناء و الرقص الجماعي في النفير وقت الزراعة او نظافة الزراعة من الحشائش .
• الغناء و الرقص الجماعي في نفير في مواسم افراح الحصاد
( سبر ورق اللوبيا ) مثلاً
• الغناء و الرقص الجماعي في نفير زمن دق العيش و التخزين في سويبات النوبة القليدية .
فالنوبة قد لا يحتاجون الي وليمة او مناسبة فرح و كره ليغنوا و يرقصوا تعبيراً فرحهم او تنفيساً لأحزانهم . فالحياة اليومية عندهم تتجدد بأفساح مجال وقت للغناء و عندما يتغنون فهم يرقصون بأرواحهم كأضعف الايمان فغناء النوبه هو الاحماء و التسخين في رياضة كرة القدم . و حين يغني النوباوي فهو عنئذ في ساعة تمارين الاحماء و التسخين استعداداً للرقص يبقي فقط ان تتوفر له عناصر الرقص الفعلي ، لكن تأكد بأنه يرقص روحاً و وجدانياً و انت تسمعه يدندن همساً او يجهر بالغناء صوتاً .
اذاً فالغناء و الرقص عند النوبة سر من اسرارالكون و شعيرة من شعائر الحياة و البقاء يتعدي معني الفن و التراث الي ابعاد موغله في مناجاة روح الله السرمدي كلي الكمال . الغناء عند النوبة قد تقف في شموليتها حد ان تكون طقس و عبادة و صلاة .
و في أزمنة الحروب يتحد الشعب في جبال النوبة بمختلف مشاربهم و مكوناتهم الاجتماعية و الاثنيه و بكل اللسنتهم يتفقون روحاً و بدناً في مناجة الله في سرهم و جهرهم طلباً للقوة و السلم ذلك يتم بالغناء و الرقص متوحدين في اختلافاتهم جميعا .
بهذه نستطيع القول بأن النوبه يغنون و يرقصون طوال العام و لا تنسي الغناء و الرقص في الليالي القمرية دعك من المناسبات الكثيرة التي لا يمكن تناولها هنا حصرياً . فقط نجمل بأن النوبه هم شعب يصنع الفرحة لنفسه في عتمة الظلام . هم شعب يبتسمون و يضحكون للزمن الاتي و ان ترأي في للبعض منهم في الافق القريب او البعيد بأن لامجال او فسحة أمل لغد او مستقبل . و يكفي اليوم شره ان نغني و ان نرقص ليكون الكون مكاناً ممكناً للنوبة ان يعيشوا فيه . ذلك عسي و لعل ان يكون ثمرة النضال في يوم ً من الايام قصة رقص يرويه النوبه لأجيال تعيش في اجواء من السلم و السلام للجميع بما فيهم شعب النوبة الذي يستحق ان يعيش و يبقي كغيره من سائر الشعوب و القبائل الاخري في السودان .
اقتباسات :
شبكة ابو سمبل الالكترونية
الرقص والغناء :
ان منطقة جبال النوبة هي التقاء لمختلف االقبائل وقد شهد التاريخ القريب والبعيد تعايشا سلميا وهادئا بين مختلف هذه القبائل خاصة النوبة وعرب البقارة وتطورت العلاقات بينهم الي حد التزاوج والمصاهرة بحيث من الصعب التميز بينهم فأصبحت المنطقة بوتقة التقت فيها مختلف الثقافات العربية والنوبية اضافة الي قبائل غرب افريقيا التي وفدت الي المنطقة في اطار هجراتهم القديمة .
تعتبر جبال النوبة من المناطق ذات الارث التراثي والثقافي المميز كما يتميز تراثها بالقوة والمقدرة علي البقاء والقابلية للتطوير .فأشتهروا بالفنون التشكيلية والنحت وزخرفة الأوني وزينة المنازل , وفن العمارة الشعبية منذ أن كانوا يسكنون الكهوف التي كانت نزخرف بأشكال من الرسومات المستوحاة من الطبيعة الخلابة .
أما الزينة عند النوبة فهي قديمة يصعب تاريخها , لكنهم عرفوا الزينة بأنواعها سواء كانت للانسان, فيتزين الرجل بالسكسك والوشم وأطواق الحديد والفضة والنحاس والريش وجلد الحيوانات , أما المرأة فيزينونها بالسكسك والخرز كما تدخل (فصادة) الجسم أيضا ضمن الزينة .
لعل من أهم ما يميز الرقص الشعبي النوبي أنه رقص جماعي يشترك فيه الرجال والنساء من كل الأعمار، وارتبط عدد من هذه الرقصات بمواسم الزراعة والحصاد ، ومن أشهر الرقصات النوبية (الأراجيد ).
رأي(الأرشيف) صحيفة الصحافة
جبال النوبة بين التراث والسياسة
د. صابر عابدين أحمد:
لقد أتيحت لي الفرصة لحضور المهرجان التراثي لأبناء وبنات جبال النوبة في الخرطوم، وبحق كان يوماً من الأيام الخالدة في الذكرى، لأنه وببساطة شكلت فيه الفرق الموسيقية والتراثية والغنائية لوحة جميلة تمثل قوس قزح فني، واندهش الحضور واندمجوا وتسمروا في أماكنهم من شروق الشمس إلى قرابة منتصف الليل، لأن هذه الفنون الراقية المعبرة عن هذه الروح الجماعية لدى هذه المجتمعات، والقوميات الثقافية التي أتى عليها حين من الدهر، مورست عليها وبعد الفتح العربي الإسلامي للسودان كل أشكال التهميش والتحنيط، والاستيعاب والاستتباع، ومثل هذا المهرجان لم يشهد له مثيل خاصة في العاصمة الخرطوم إلا قبل خمسمائة عام، وفي سوبا عاصمة النوبة حيث كانت الفنون هي سيدة الموقف، بل ومجمل صور الإبداع والفلكلور والموسيقى، والرقص والغناء الجماعي، ويتخذ شكلا طقسيا، يرتبط بالحصاد وسائر الأعياد النوبية، وما زالت امتدادته إلى الآن كما في سير الحصاد الذي يقام في جبال النوبة سنوياً.
ولذا ففي ذلك اليوم الاحتفالي البهيج كأنما أعيد الزمان إلى صيرورته الأولى ورجعت عقارب الساعة للوراء خمسمائة عام تزيد ولا تنقص، فالوجوه هي ذات الوجوه مع اختلاف طفيف في السحنة، والمكان ذات المكان فقط تحول من الشرق إلى الغرب من الرصيف، ورائحة الأجداد تملأ الأجواء عبقاً وألقاً ومجداً، والفن ذات الفن مع جرعات جديدة وتحويرات خلقها التجديد والأجيال الشابة بذات القوى والفتونة، ولذا رأينا عشرات الفرق وبلغات مختلفة، وبأجناس موسيقية متنوعة وتداخلات لا تخفى وإيقاع منضبط راقٍ جميل يهز وقار النبلاء، ولذا فإن د. عبد الله تية واللواء خميس وتابيتا قد وقفوا في «الدارة» ومكان العرض وقفة من الصبح حتى العصر، يبشرون ويحيون هذه الفرق، وهذا تواضع النوبة في لحظة الفن والإبداع المجد للطرب والجمع سواسية أمام الطقس، وفرق غنائية تمثل كل نواحي الولاية وشبابها، ومجموعات الكيغا والنيمانج تملأ المكان فناً وطرباً، والكواليب ومورو وكرنقو وتقلي كانوا حضوراً مبهجاً، أما مجموعات كدرو والدلنج وغلفان وكاركو فهم في القلب وفي الذاكرة الخالدة، لأن إيقاعهم على الطبل هو إيقاع اهلي من النوبة الدناقلة على الدلوكة بذات النمط والسمات، بل هو يمثل إيقاعات تشمل البطانة «الشكرية والكبابيش والجعليين»، وبل نجده عند الهدندوة والبجا في شرق السودان.
وتواصل الزخم الكرنفالي والطرب المتجدد مع فرق النتل وأنجووا والمندل وهيبان وكادوقلي وشباب كاودا، وكثير وكثير لا أستطيع أن أحصيه لأنه مدهش ويؤكد أن مستقبل الإبداع في هذه البلاد للنوبة، كما أقيمت حلقات للرجولة والفروسية وهي المصارعة والتي اشتهر بها النوبيون من قديم الزمان واحتفلوا بها وهي رمز لإكمال الرجولة. وفي ذات الوقت لم نر أحداً يبيع أكلاً أو شراباً، فكل شيء متوفر عند نساء الدلنج وكادوقلي، فالكرم النوبي الدفاق يعطي كل جائع وكل محتاج، فهذه هي ثقافة النوبة وهذه هي طبائع النوبة، وهذه هي حضارة النوبة العملاقة، والتي عمرت مجرى النيل. ولو تماسك النوبة اليوم والتفوا حول ما قامت عليه حضارتهم الأولى، لما وقف في طريقهم عائق وعادت أمجادهم السالفة والمجد للنوبة قديماً وحديثاً والمجد لملوك النيل الخالدين، والمجد للبشر المبدعين أهل المدينة والحضارة.
ايليا أرومي كوكو- عدد المساهمات : 3
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 14/10/2010
رد: الغناء و الرقص فن أصيل في تراث و ثقافة شعب جبال النوبة
السيد / ايليا
لك التحيه
شكرا لمقالك فيى سودانيزاونلاين عن الرقص في جبال النوبه
سبق ان شاهدت مناظر رقص مصوره في كتاب
لني ريفنتسال
و فيديو انتونيو كوريس
و منها رقصة السوط
و هي تراث فني عظيم و راقي
و ارجو ان يحا فظ شباب جبال النوبه علي هذه الرقصات
و تكوين فرقه فنيه لعرضها في اكبر المسارح العا لميه
و لك الشكر
River Nile (redseahills@yahoo.com )
لك التحيه
شكرا لمقالك فيى سودانيزاونلاين عن الرقص في جبال النوبه
سبق ان شاهدت مناظر رقص مصوره في كتاب
لني ريفنتسال
و فيديو انتونيو كوريس
و منها رقصة السوط
و هي تراث فني عظيم و راقي
و ارجو ان يحا فظ شباب جبال النوبه علي هذه الرقصات
و تكوين فرقه فنيه لعرضها في اكبر المسارح العا لميه
و لك الشكر
River Nile (redseahills@yahoo.com )
ايليا أرومي كوكو- عدد المساهمات : 3
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 14/10/2010
مواضيع مماثلة
» جانب من تراث جبال النوبة (المصارعة)
» جبال النوبة
» مشورة جبال النوبة
» نبذة عن جبال النوبة
» رقصات من جبال النوبة
» جبال النوبة
» مشورة جبال النوبة
» نبذة عن جبال النوبة
» رقصات من جبال النوبة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى